الجمعة، 15 يونيو 2012

إشكالية كتابة تاريخ الأدب السعودي في حلقة نقاش بكرسي الأدب السعودي

إشكالية كتابة تاريخ الأدب السعودي في حلقة نقاش بكرسي الأدب السعودي أقام كرسي الأدب السعودي في الأسبوع قبل الماضي بنادي الرياض الأدبي حلقة نقاش علمية، بعنوان :" إشكالية كتابة تاريخ الأدب السعودي " شارك فيها كل من : أ.د منصور الحازمي، د. خالد الحافي ، د. عبد الله الحيدري، د. هاجد الحربي، وأدارها د. عبد الله المعيقل. وقد طرح في هذه الحلقة كثير من الإشكاليات والأسئلة في موضوع يعد من أهم مواضيع الخطة التشغيلية للكرسي في أعوامه القادمة. بل إن الإعداد لهذه الحلقة قد طرح عدة أسئلة مبدئية من خلال ثلاثة أسئلة أو محاور، هي: هل كتب تاريخ للأدب السعودي؟ وكيف يمكن أن يكتب تاريخ هذا الأدب؟ وما مدى إسهام التحقيب، والأجناس، والثيمات، والمدارس الأدبية، والتيارات الأدبية، والأجيال، والموسوعات، وإصدارات المناسبات الوطنية والرسمية... في التأريخ للأدب السعودي؟ لاحظ المشاركون الرئيسون والمداخلون من بين الحضور في هذه الحلقة النقاشية من الباحثين وطلاب الدراسات العليا أن تاريخ الأدب السعودي لم يكتب بعدُ وفق أسس علمية منهجية معاصرة، وأنّ كتابته تحتاج إلى دقة في تعريف المصطلحات وتحقيب المراحل الأدبية المختلفة، مع ضرورة الحرص على أن تكون العلاقة وثيقة بين الأدب المحلي والأدب العربي، وبخاصة أن عدداً كبيراً من المداخلين تساءلوا عن مشروعية الآداب العربية الإقليمية، وهذا ما جعل المشرف على الكرسي أ. د. صالح بن معيض الغامدي يوضح مسألة كون الأدب السعودي حلقة من حلقات الأدب العربي، ولا يمكن دراسة هذا الأدب بمعزل عن الأدب العربي، ومن ثم لا يوجد خلاف حول هذه العلاقة التكاملية بين أي أدب عربي إقليمي، والأدب العربي الذي يضم مجموعة آداب إقليمية؛ تمتلك خصوصيتها بجانب امتلاكها خصائص الأدب الأم . من جهة أخرى، بدا الخلاف واضحاً في مسألة تحديد حقل الأدب، حيث دعا بعض الباحثين والمداخلين إلى أن يكون الأدب الشعبي أحد مجالات اهتمام الكرسي، ثم استقر النقاش فيما يبدو على أن الأدب الشعبي هو أحد مكونات الأدب الفصيح من خلال الرواية مثلاً، التي تعالج الواقع المليء بالخطابات الشعبية، وهنا تتحقق دراسة الأدب الشعبي بصفته مجالاً للسؤال والبحث من خلال وجوده في الأدب الفصيح. كذلك من الإشكاليات التي طرحت إشكالية تحقيب الأدب السعودي؛ فلم يهتم الباحثون وطلاب الدراسات العليا بالأدب السعودي في الدولتين السعوديتين الأولى والثانية، حيث توجد قناعات خاطئة لدى هؤلاء الدارسين في حكمها على هذه الفترة بأنها ذات أدب ضعيف فنياً، وهو حكم لم يأخذ بعين الاعتبار المقاييس الفنية للفترة نفسها، لا لمقاييسنا الفنية اليوم . وفي المحصلة، أدرك المشاركون والمداخلون في هذه الحلقة النقاشية أن تاريخ الأدب السعودي لم يكتب وفق أسس منهجية علمية دقيقة، وأن كتابة هذا التاريخ الأدبي تحتاج إلى جهود مؤسسية لا فردية، ومن المهم أن يكون لجامعة الملك سعود من خلال كرسي الأدب السعودي دور مهم في الاضطلاع بكتابة تاريخ هذا الأدب، من خلال تشكيل فرق بحثية ، تتولى هذا المبحث العلمي المهم.