أولاد الحرام
قصة
: حسين المناصرة
حكت له جدته "حكيمة"
-رحمها الله- حكايات كثيرة عن "أولاد
الحرام". ولم تنسَ بعد كلّ حكاية من حكاياتها - المكررة عشرات المرات- أن تدعو له:
-
"الله لا يوَقِّف في طريقك أولاد الحرام"!!
عشرون عامًا عاشها مع جدته ،
وعشرون عامًا أخرى مرّت على موتها !!
كانت تلك الجدة منبعًا شعبيًا
للحكمة والفضيلة، بعد أن غدت حياتها مختزلة في إبريق وضوئها ، وسجادة صلاتها،
وحكاياتها التي لا تملّ تكرارها...
كان يحرص على أن يظهر
تفاعلاً مفتعلاً ، ويسأل عن بعض
التفاصيل... وكأنه يسمع حكايتها للمرة الأولى ، وحينئذ يشجعها على الاسترسال
والتخييل، واضعًا رأسه على مخدة جوارها، فتعبث بشعره.. ولا تزعجه حتى يصحو ؛ لأنه
كثيرًا ما ينام على حكاياتها!!
-
"الله
لا يوَقِّف في طريقك أولاد الحرام"!!
-
الله يمد
في عمرك ، ويجعل مثواك الجنة يا (جده)!!
امتلأت حكايات جدته بأولاد الحرام ، فالحكايات الشعبية صراع بين
الخير والشر...والخير ينتصر في كل مساء...
وربما يصحو من غفوة سريعة على تلك العبارة
التي تنهي بها حكايتها ، مع وكزة عند أذنه، ودعاء:
-
"طير
..طير ...الله يمسيكم بالخير"!!
"الله لا يوَقِّف في طريقك
أولاد الحرام"!!
منذ أن
دعت له جدته ذلك الدعاء المبارك ، لم يشغل نفسه بأولاد الحرام ، ولم يعبأ بهم
يومًا...ما زالت لديه قناعة تامة بأنّ الله -سبحانه وتعالى- قد استجاب لدعاء جدته
، فكفاه شرّ أولاد الحرام ، فجعل كيدهم في
نحورهم ، فأشغلهم بأنفسهم ، فجعل تدبيرهم
تدميرهم!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق