الاثنين، 28 نوفمبر 2011

تجربة سردية نسوية ودراسة مقارنة

ألف ليلة وليلة وترجماتها الفرنسية

ألف ليلة وليلة وترجماتها الفرنسية

إعداد/ مراد القباطي


أقامت وحدة السرديات بكلية الآداب جامعة الملك سعود ندوتها العاشرة يوم الثلاثاء26/12/1432ه بقاعة مجلس قسم اللغة العربية تحت عنوان [ ألف ليلة وليلة, وترجماتها الفرنسية ]. وقدم الندوة الدكتور محمد خير البقاعي, وأدارها الدكتور صالح بن معيض الغامدي, وبدأ الدكتور البقاعي بمقدمة أوضح خلالها الجانب التاريخي للكتاب الأم الذي يعود إلى القرن الثالث الهجري, والمذكور في كتب المؤرخين أمثال المسعودي وابن النديم وغيرهم. وذكر أن النسخة الأم لم يصل منها إلا أوراق يرجع تاريخها إلى ما قبل القرن السابع الهجري, وأن ما فيها من قصص تعتمد كلها على ما ذكره المؤرخون و الكُتَّاب الذين عاشوا بين القرنين الثالث والسابع الهجريين, وتطرق الدكتور البقاعي إلى ترجمات القصص بالفرنسية, مشيراً إلى أن أول ترجمة فرنسية لألف ليلة وليلة كانت لعالم اللغات الشرقية أنطوان غالان (1646-1715م), فهو أول من شهر الحكايات العربية في أوروبا, وبدأ ترجمتها عام 1702م. ولم تصدر بأجزائها الاثني عشر إلا في عام 1717م, أي بعد سنتين من موته, واُتهمت ترجمته بأنها غير كاملة, وملطفة بالنسبة إلى الحكايات العربية, واعتمد على المخطوط الذي وصل إليه, والمكون من ثمانية مجلدات, فضلاً عما سمعه من حكايات من(حنا الماروني الحلبي) المقيم بباريس, وأوضح الدكتور البقاعي أن هناك سبع حكايات زيدت على ما في المخطوطات مثل حكايات علاء الدين, وعلي بابا, وهي ليست موجودة كذلك في الكتب العربية القديمة, ولكنها دخلت في التراث العالمي لليالي .


وقال د. البقاعي إن ترجمة غالان قد ذاع صيتها ذيوعاً كبيراً ومستمراً, وحظيت بإقبال كبير من جمهور المثقفين في أوروبا, وكانت محفزاً لنشر حكايات شرقية أخرى مثل ألف يوم ويوم. وترجمة غالان للحكايات طبعت في القرن الثامن عشر تسع عشرة طبعة, وشهدت المدة بين 1811- 1881م ثلاثاً وخمسين طبعة, يضاف إليها ثمان وعشرون طبعة للشباب, وتجاوزت شهرتها حدود فرنسا إلى أوروبا كلها, وترجمت في القرن الثامن عشر إلى الإنجليزية والألمانية والإيطالية والهولندية والدنماركية واليونانية والروسية وبلغة اليهود الألمان . كما ترجمت في القرن التاسع عشر إلى البرتغالية والسويدية والبولونية والإسبانية والآيسلندية والرومانية والهنجارية .


وذكر د. البقاعي أن ترجمة غالان في القرن الثامن عشر كانت هي الوحيدة في أوروبا, وكان لها تأثير كبير على نمو صورة الشرق الرومانسي في الأدب الأوروبي, وظهرت ترجمة أخرى بعدها بالفرنسية ل(تربوثيان )عام1828م وكان مصيرها الإهمال, وظهرت ترجمة أخرى ل(ماردروس) التي لاقت نجاحاً كبيراً في القرن التاسع عشر؛ لأنها ناسبت ذوق العصر. ومع ذلك فإن ترجمة غالان استمر طبعها لفترات طويلة آخرها طبعة 2004م.
وذكر د. البقاعي أن هناك طبعات كثيرة ظهرت في أوروبا إبان القرن التاسع عشر (العصر الذهبي للاستشراق), وهناك ترجمات سيئة ومغرضة قام بها بعض المترجمين.
ثم ذكر أن أول طبعة نشرت باللغة العربية كانت في الهند عام 1814م, نشرها أحمد بن محمود الشيرواني اليماني المدرس بجامعة كلكتا الذي أوضح أن الحكايات عربية الأصل, ومؤلفها شامي.


كما أشار إلى أن أول طبعة للحكايات في الوطن العربي هي طبعة ( بولاق) عام 1835م .
وفي الأخير أشار الدكتور إلى سبق الترجمات الفرنسية للحكايات, وأن المترجمين لم يولوا أهمية بذكر أصول القصة, وما استندوا إليه في ترجماتهم .
ثم ختمت الندوة بمداخلات واستفسارات من قبل الأساتذة الحاضرين, وبدوره شكر الدكتور صالح بن معيض الغامدي الحاضرين على تفاعلهم , ونالت الندوة استحسان الحاضرين من طلاب ومدرسين .

ندوة السرديات العاشرة : ألف ليلة وليلة وترجماتها الفرنسية