الأحد، 1 يوليو 2018

نضيد : قصة قصيرة جدًا - خالداليوسف


نضيد 

خالد اليوسف


اختلطت تربتها بدمي عند غرسي لها، وكلما اسقيتها ماءً ونمت واخضرت أحسست بنمو التجاذب بيننا، وتلاشت المسافة بين الروحين، لندغم في روح واحدة، وبت لا أنظر لغيرها، وهي جليستي صباحاً ومساءً.

توافق غرسي لها مع نجمها المفضل الميزان، إذ لم تأخذ وقتاً طويلاً في نموها، ولم ترهقني في متابعتها، ولم اشعر باختلاف رشاقتها المشذبة، وتكريبها المنسق، والتفاف سعفها المجدول، فقد تنامت باسترخاء بعد مهدها الأول وحضنها الجديد.

كنّيتها منذ الساعة الأولى بأم الخير، تفاؤلا بثمرها القادم، أما أسمها فهو يولد معها، كعادة موروثاتنا الجميلة؛ وأرسلت لي برائحة طلعها الجديد مع زقزقة عصافير فجر جديد، واقتربت منها متشوقا وإذا بي أرى خمسة رؤوس جميلة بدأت بالنمو من وسطها، طرت فرحاً مستحثاً هذه الأقنية بالعلو والعلو ثم الفلق محتضنة جمار ذكرها، وهو ينبئ بالثمر مكتملاً بألوانه الصفراء بعد الاخضرار والنضج؛ ورأيت أني أقف تحتها مغنياً لنخلتي وهي تساقط عليّ تمراً جنياً.     





[1] جديدة في مجموعتي القصصية القادمة بحول الله