السبت، 21 سبتمبر 2019

الرواية التفاعلية

‏‏الرواية التفاعلية
     حسين  المناصرة
                 (١)
إذا صح كلام فاطمة البريكي _وهي مختصة في الأدب التفاعلي_في أن مجموع الروايات التفاعلية بلغ أربعين رواية؛ فهذا يعني أن لدينا أزمة في إبداعها، لا في نقدها كما تعودنا.. وأيضًا، أشارت باحثة  إلى معاناة الرواية التفاعلية من قلة نصوصها، مع وجود وفرة في نقدها.

‏                (2)

أسهل الطرق إلى الكتابة النقديةأن ينشغل الباحثون بالتنطير، الذي لا يتجاوز في معظمه أسلوب القص واللصق؛لذلك غابت القراءات أوالدراسات التطبيقية؛ لأنها وحدها القادرة على فضح المنظرين، وإظهار عجزهم في عدم مقدرتهم على الكتابة النقدية التطبيقية  الحقيقية في الدراسات الأدبية.

‏               (٣)

عنوان مؤتمر الشارقة للسرد في دورته ال١٦:"الرواية التفاعلية الماهية والخصائص".
المشكلة تكمن في عدم وجود رواية تفاعلية لدينا. يوجد نصوص سردية تفاعلية كثيرة،ولا يوجد بينها روايات.
استمعت لتسع أوراق نقدية،ذكر فيها ٤روايات في قراءتين،ثم تبين أن بعضها ليس تفاعليًا.

               (٤)

هرب المشاركون في المؤتمر من دراسة الروايات التفاعلية إلى التنظير أو دراسة نصوص سردية تفاعلية؛ لعدم وجود روايات تفاعلية؛لذلك ماتت المحاور الرائعة المثبتة في برنامج المؤتمر.
اقترحت: لو كان المؤتمر بعنوان:
القصة القصيرة جدًا التفاعلية؛ لوجدنا مدونة ضخمة جدا جدا.

‏               (٥)

يبدو أن دائرة الثقافة في الشارقة "خدعت"في  اختيار عنوان المؤتمر ومحاوره؟! لا يوجد رواية تفاعلية؛ كي ندرس ماهيتها، وخصائصها، وتقنياتها، وأبعادها الجمالية، ونقدها الرقمي، وأثرها في الرواية التقليدية...ومصطلح الرواية التقليدية هنا   فيه  من العجب الشيء الكثير !!

‏               (٦)

من محاور المؤتمر:"الرواية التفاعلية وأثرها في الرواية التقليدية". يذكرني هذا المحور "برقاص العتمة".الرواية العربية ديوان العرب في القرن العشرين، وما وصلت إليه من حداثة وتجريب، وقد صدر منها في ال ٣٠ سنة الأخيرة حوالي ١٠ آلاف رواية،غدت رواية تقليدية؟؟!! عجيبة!!

               (٧)

أقحم  "الروائيان" محمد سناجلة  وعبدالله النعيمي في شهادتين على أنهما من كتاب الرواية التفاعلية، ثم تبين أنهما يكتبان "روايات"  غير تفاعلية- مع التحفظ على رواياتهما- فسناجلة ينشئ روايات  ترابطية (من روابط)، والنعيمي يجمع تغريداته وينشرها، وذكر أنه باعها بملايين.

                ‏(٨)

ينبغي ألا يفهم أنني ضد الرواية التفاعلية،أو أنكر وجودها،أو أحط من شأنها... 
فقد كتبتها قبل ١٠- ١٥ سنة؛ فنشرت ٣روايات  تشعبية تفاعلية:
١- طواحين السوس.
٢- أمبراطوية تيسون العجيبة .
٣- العصافير  لا تغرد خلف القضبان .
 أنا ضد أن نجعل من"الحبة قبة"،وهذا ما حدث.

                    (٩)
هناك سؤال  نقدي ساخر: ماذا بعد ما بعد  الحداثة؟
 الجواب: العودة إلى المحاكاة في عهد أفلاطون وأرسطو!!
وهنا سؤال نقدي ساخر : ماذا بعد ما بعد الرواية الحداثية؟!
الجواب :العودة إلى الرواية غير الفنية ؛ أي إلى ما قبل الرواية؛ ولعلها الرواية المحكية أو التفاعلية!!

                 (١٠)

في ملتقى القاهرة الدولي السابع للإبداع الروائي العربي، عقد في نيسان الماضي، وصف أحد الباحثين من يرفضون الرواية التفاعلية بوصف "حراس المعبد".وتساءل عن موعدإعلان موت النص السردي الورقي، ودفن أكثر من قرن من الإبداع الروائي؟!!
يبدوأننا نعيش في عالم(واق الواق)!!

                (١١)
إحدى الباحثات قدمت ورقة نقدية عن  روايتها المنشورة ورقيًا ، ثم استعانت بزوجها فنشر  روايتها في صيغة رقمية ...
السؤال : ما علاقة هذا النشر الرقمي أو الإلكتروني بالرواية التفاعلية؟!
الرواية التفاعلية في واد  وهذا النشر الورقي في واد آخر.

‏                 (١٢)

أين الرواية التفاعلية؟!
في كتاب"الرواية التفاعلية الماهية والخصائص"،ذكر من كتابها ٧أسماء: حمزة قريرة، عبدالله النعيمي، عبدالواحد ستيتو، محمد سناجلة، أحمد خالد توفيق،  بلال حسني، رهام حسني.وذكر من رواياتهم ١٢رواية، بعضها غير تفاعلية.
هل هذا كاف لعقد المؤتمر؟!

                  (١٣)

على أي أساس تنشأ المقارنة بين الرواية الورقية والرواية التفاعلية؟!
كتب أحد الباحثين:"وفي إطار المقارنة بين الرواية التفاعلية والرواية الورقية نجد البون شاسعا بين الاثنتين"، ثم في عملية حسابية عددية تتفوق الرواية الورقية..
معقول؟!
مجنون يحكي... وعاقل يسمع!!

‏               (١٤)

"خدعونا بقولهم حسناء"!
التكنولوجيا لا تصنع رواية جيدة.وكذلك حجة جيل الشباب هكذا يريد!وهل بيع رواية"تفاعلية" بملايين يعد إنجازا؟!
حمدت الله أن منعت الإدارة التعليق على  الشهادتين؛ حتى لا نسمع التطبيل.
ولعل من ينتقدهما يوصف بقولهم:" القافلة تسير والكلاب تنبح".

‏               (١٥)

أشارت باحثة إلى أن إحدى الروايات التفاعلية حظيت بتعليق وحيد من قارئ،وهو :"السلام عليكم". ولم يعلق المؤلف؛ فعلقت في ورقتها ردًا بقولها : " وعليكم السلام".
وأشارت أخرى إلى أن بعض كتاب هذه الرواية  صاروا مثل نجوم السينما!!
اللهم لا حسد.
ورحم الله نجيب محفوظ!!

‏            (١٦)

ما يؤسف أن نجد نقادًا وروائيين ورقيين نعتد بهم؛ يروجون لهذه الكتابة التفاعلية، سيئة الذكر ، في الأقل من جهتي اللغة، والبنية السردية!! والأمر من ذلك أن بعض المتحدثين  تحدثوا بالعامية أو بفصيحة مهلهلة!!
ما حدث تزوير ثقافي،أسوأ من التزوير التجاري السلعي الصيني!

               (١٧)

لو كان عنوان المؤتمر :
الرواية التفاعلية الماهية والخصائص : " ألف ليلة وليلة" أنموذجًا.
لغدا الوعي السردي مجديًا.
فهذه الليالي رواية متفرعة ، تتقن الحكي داخل الحكي في سياق الحكاية الإطارية، وقد أنشأها مجموعة من المؤلفين. ولعلها تجد من يتقن إخراجها  رقميًا!!

                (١٨)

أنا باختيني في آرائي النقدية عمومًا. 
 الرواية في المنظور الباختيني متعددة الأصوات والرؤيات؛فهي رواية تفاعلية،خاصة الرواية التجريبية.
أشارت بعض أصوات المعلقين إلى باختين...
حبذا لو أن ملتقى الشارقة للسرد  خصص هذا المؤتمر  للتفاعلية في الرواية الورقية!!