الثلاثاء، 2 أكتوبر 2018

وصولي ق.ق.ج حسين المناصرة


وصولي
ق.ق.ج
حسين المناصرة
شبّ..  وشابَ... تلحّف بانتهازية العناكب، ووصولية الثعالب.. فغدا جلده سميكًا، كأنه  جلد تمساح عاش مئة عام!!
لم يترك ساقطة.. التقط النطيحة والمتردية..  تملكته شهوة التسلق حتى  استحكمت في شرايينه  كجذر شجرة الجحيم...
يسارع إلى كل شيء، حتى أنه يتقدم المصلين إمامًا، لا يكترث كثيرًا بالوضوء، أو تفحطات النجاسة!!
يحرص على العطر الفرنسي الثمين، والثوب النظيف،  ودعك الشيب  في الأصباغ السوداء، والتشبب كأنه مطرق خيزران!!
لم يترك أحدًا من شرّه ... يصرخ في الجميع:
-                       أنت يا حمار ...  يا انتهازي ...  يا وصولي!!
كانت خبزه اليومي..
-        يا انتهازي... يا وصولي... يا حمار!!
اسودّ وجهه..ساءت سيرته... لعنته الحكايات ...
           حاقد .. لئيم... خبيث...كاذب...!!
فاجأته الرعشة.. فغاب عن الوعي!!
عجز الأطباء...  
كان الشلل رباعيًا!!

الجمعة، 28 سبتمبر 2018

الكلب ق.ق.ج حسين المناصرة


الكلب
ق.ق.ج
حسين المناصرة

بُحَّ صوتُه، أكلته كلاليب حقده الأعمى، نبح ونبح حتى كَلَّ، واسودّ، وتآكل، وأنتن، وصار العفن يملأ رئتيه الضائقتين بنباحه المسجَّى على نعش، يُغزل من نفايات التواريخ المطرزة بكل إبر العار،  ونفخات ورم العنصريات والشوفينيات المحلاة بانتهازيات ادعاءات محبة مصلحة الوطن!!
بُحَّ صوته... وكانت النجوم تتعالى، تزداد ضياء، تمطر فرحًا في عيون أطفال حينا البريئة..
ينبح الكلب، وصوته مبحوح!! ضاقت به الأرض...بحث عن أيّ مدرج للقمامة، يصعد، ينزل، ينبح، ينعف التراب العطن بحافريه، يرى النجوم تقترب شيئًا فشيئًا... آمنة، واثقة، فرحة، متعانقة، تقترب أكثر فأكثر، وقد بُحّ صوته أكثر فأكثر..
تقترب آلاف الأيدي النجمية... تُظلم السماء في عينيه، تتقافز الشياطين، يشعر بها، يهوي في عالمه السفلي، يتمادى، يصغر، يسوَدُّ قلبه في الدجى، ينبح أو لا ينبح، يتهيأ له أن الكون كله غدا عنق زجاجة عمياء... يهوي في مجاري خبث موته في كل حين.. يصحو، وقد تضمَّخ بكل القذى من كل المخارج ...
نظر إلى النجوم متلألئة، كان صوته مأكولًا في بقايا روائح احتراق لعابه الموشى بدم التماسيح الزرقاء، وجلود الأفاعي، وخبث الضباع..!!
 كلب عوى، بُحّ صوته ، ثم اضمحلّ!!

الاثنين، 24 سبتمبر 2018

الثعلب ق.ق.ج حسين المناصرة

الثعلب 
ق.ق.ج
حسين المناصرة
لم يعد يهمه إن كان عنقود العنب على الشجرة حامضًا أم حلوًا، أو كيف يخفي مالك الحزين رأسه عن الريح  إن جاءته  من جميع الجهات، أو أن  تصفق الحمامة لتسقط من جناحيها قطعة الجبن، أو أن يقتسم الصيد مع الأسد والذئب أم يكون كله  لفطور الأسد وغدائه وعشائه، أو أن يتنكر أم لا يتنكر بلباس بائع الخبز ليصطاد الدجاجة السمينة،  أو أن يشهد الكلب على صداقته مع الديك الذكي أم لا يشهد، أو أن يجعل الأسد يهجم على صورته في الماء أم يتركه يأكل كل يوم فريسة، أو أن تجدي توبته من المكر والخديعة لدى الفأر أم لا تجدي...
ما يهمه اليوم في سوق النخاسة، وبيع الضمائر بأرخص الأثمان، أن يُعطَى المنصب المناسب  للرجل المناسب، حيث يكون المكان مرتعًا للنفاق والأفاقين وبعض الفجرة الظرفاء من آكلي لحوم البشر!!
الثعلب على كرسيه  سيد ، بيده مفاتيح القلوب الخربة، وأشواك الحناجر، وبعض الفتات من منافع يتصدق بها على ألسنة تكيل له المدح والثناء، وخاصة أنه الثعلب المناسب المغرور بذيله، في مكانه المناسب!!

الأحد، 23 سبتمبر 2018

الميت ق.ق.ج حسين المناصرة


الميت
ق.ق.ج 
 حسين المناصرة
لا اسم، ولا لقب، ولا شهرة، ولا مال حرام، ولا صولات  وجولات شيطانية... فقط الميت!!
قال حفار القبور: أهيلوا عليه التراب، حفنة أو حفنتين لكل  واحد؛ حتى يكسب الجميع أجرا.
دخلت يدي في زحمة الأيدي، فواجهني  وجه صديقي ذو الدم الخفيف، كدنا نضحك بصوت عالٍ، لكن الله ستر!!
قبل يومين  من هذا الدفن، قلت للميت: عليك أن تتوب... دعنا نأخذك، فتتوضأ، فتصلي!!
قال : الإيمان في القلب، وربكم  لا يحتاج إلى صلاتي!!
قال صديقي نكتة... أضحكتنا حتى ندّت العيون:
" شلة من الفاسقين في الدنيا، مات أحدهم، وعندما دخل إلى جهنم، بحث عن رفاقه كلهم، فلم يجد منهم أحدًا، فاستغرب، وسأل خزنتها، فأخبروه أنهم تابوا بعد أن مات، وأنهم دخلوا الجنة"!!
لم يترك شيئًا من الشيطان... عرف خبايا منكر العالم كلها!! خمسون سنة عاشها بالطول والعرض... كم تزن في  وقت هيل التراب عليك!! أو ربما تبت قبيل هذه اللحظة الحاسمة!! ذكرتني هذه اللحظة ، بذلك المنتحر   من فوق عمارة شاهقة، وعرف في الثواني التي تفصله عن الموت أنّ التراجع عن الانتحار مستحيل!!
حفار القبور الملتحي... أسبغ عليك  صفات الشهداء والصالحين، وأنك سترافقهم إلى جنان النعيم.. لم يترك صفة خيرة إلا وألصقها بك...لقد شاهد حشدًا كبيرًا من المشيعين؛ فأدرك أن الغنيمة كبيرة!!
لم أحضر تلك الساعة الأخيرة من حياتك؛ كي أعرف إن كنت قد نطقت الشهادتين!!

الجمعة، 21 سبتمبر 2018

ثلاث نقاط: ق.ق.ج حسين المناصرة


ثلاث نقاط
ق.ق.ج
حسين المناصرة

(...) تختزل عشرة آلاف حكاية، اكتنزَها في صبر خمس سنين عجاف، بدأت بعيد أن امتطت البكتيريا  كرسيّ الجحيم... يَقتعدُه معقدٌ، مريض، مزاجيّ، أخرق، مسعور، مغناطيس للأوبئة والنفايات؛ حدّث ولا حرج!!
كان شعاري المثالي النظر إلى نصف الكأس الممتلئ بالماء...امتلأ الكأس بالماء الصافي العذب، لا لون، ولا طعم، ولا رائحة!! لم يبق فيه إلا مساحة  لثلاث نقاط فقط... دلفت!! نقطة للسمّ الأسود من تلك العقرب التي مات بسمّها الإمبراطور الروماني نيرون، ونقطة للحقد الأعمى من الغلّ الصهيوني المتسرطن في الحاخام عوفاديا يوسف، ونقطة للسعار المشبوب من داء الكلب المستشري في بعض البشر!!
عشرة آلاف حكاية .. لن أكتبها كلها، لكن سأصفها، وربما أكتب منها ما يروق خالصًا من كل سوء  في امتلاء الكأس بالماء العذب، والسوء كله  في فراغها الذي  يستعصي على النقاط الثلاث، حيث أنظر إليه، مشفقًا من سوءة السوء!!
 عشرة آلاف حكاية في صبر خمس سنين عجاف على ثلاث نقاط مميتة من السمّ الأسود والحقد الأعمى وداء الكلب أو السعار!!  أما هو (نبع وباء النقاط الثلاث) فقد مات، وإن كان ما زال  بطل الحكاية!!! وأنا راويها المخلص في التعبير عنها في انطلاقة الحياة بعد اشتعال القهر وخزي المسيرة في النقاط الثلاث!!