الجمعة، 28 سبتمبر 2018

الكلب ق.ق.ج حسين المناصرة


الكلب
ق.ق.ج
حسين المناصرة

بُحَّ صوتُه، أكلته كلاليب حقده الأعمى، نبح ونبح حتى كَلَّ، واسودّ، وتآكل، وأنتن، وصار العفن يملأ رئتيه الضائقتين بنباحه المسجَّى على نعش، يُغزل من نفايات التواريخ المطرزة بكل إبر العار،  ونفخات ورم العنصريات والشوفينيات المحلاة بانتهازيات ادعاءات محبة مصلحة الوطن!!
بُحَّ صوته... وكانت النجوم تتعالى، تزداد ضياء، تمطر فرحًا في عيون أطفال حينا البريئة..
ينبح الكلب، وصوته مبحوح!! ضاقت به الأرض...بحث عن أيّ مدرج للقمامة، يصعد، ينزل، ينبح، ينعف التراب العطن بحافريه، يرى النجوم تقترب شيئًا فشيئًا... آمنة، واثقة، فرحة، متعانقة، تقترب أكثر فأكثر، وقد بُحّ صوته أكثر فأكثر..
تقترب آلاف الأيدي النجمية... تُظلم السماء في عينيه، تتقافز الشياطين، يشعر بها، يهوي في عالمه السفلي، يتمادى، يصغر، يسوَدُّ قلبه في الدجى، ينبح أو لا ينبح، يتهيأ له أن الكون كله غدا عنق زجاجة عمياء... يهوي في مجاري خبث موته في كل حين.. يصحو، وقد تضمَّخ بكل القذى من كل المخارج ...
نظر إلى النجوم متلألئة، كان صوته مأكولًا في بقايا روائح احتراق لعابه الموشى بدم التماسيح الزرقاء، وجلود الأفاعي، وخبث الضباع..!!
 كلب عوى، بُحّ صوته ، ثم اضمحلّ!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق