الاثنين، 17 سبتمبر 2018

الانتهازي حارس القبور: ق.ق.ج: حسين المناصرة


الانتهازي حارس القبور
 ق.ق.ج 
حسين المناصرة

   
 تمددت القبور العمياء في رئتيه السوداوين المتآكلتين. صار قلبه مقبرة مترامية تكتحل جرذان القبو تحت ركام الأبالسة المقهورين... وعقله خرائب الأفاعي ذات القرون الداكنة المتآكلة من بقايا احتراق عاد وثمود البائدتين.
عيناه مقبرتان مشبعتان بالأشواك المعتقة بروث الضباع المنتنة، تهومان صارختين بالثأر المسعور في عواء الكلاب الضالة على "بنات نعش " السماء في ليل دامس، تفوح فيه روائح القبور الضالة!!
مقبرة للحقد الأعمى، وأخرى للحسد والضغينة، وثالثة للفحش وانتهاك الأعراض ، ورابعة للسكر والعربدة ، وخامسة للتآمر وخيانة الأمانات، وسادسة للتحشيش والتحريش ، وسابعة للمكر والرياء، وثامنة للجشع والشح والتهام الحرام ، وتاسعة لدموع التماسيح وجلود الأفاعي وأصباغ الحرباوات في المآتم....وعاشرة إلى عشرات القبور، تبرأتْ منها شياطين الجن والإنس!!
غدا عاجزًا، فاقد القوى، فارغًا من كل حسنة عندما شلّه الموت (لا رحمه الله) ... كان يفتش في الأكفان...يقطع الأصابع المزينة بخواتم الأعراس ، ويخلع الأضراس المذهبة !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق