الأحد، 23 سبتمبر 2018

الميت ق.ق.ج حسين المناصرة


الميت
ق.ق.ج 
 حسين المناصرة
لا اسم، ولا لقب، ولا شهرة، ولا مال حرام، ولا صولات  وجولات شيطانية... فقط الميت!!
قال حفار القبور: أهيلوا عليه التراب، حفنة أو حفنتين لكل  واحد؛ حتى يكسب الجميع أجرا.
دخلت يدي في زحمة الأيدي، فواجهني  وجه صديقي ذو الدم الخفيف، كدنا نضحك بصوت عالٍ، لكن الله ستر!!
قبل يومين  من هذا الدفن، قلت للميت: عليك أن تتوب... دعنا نأخذك، فتتوضأ، فتصلي!!
قال : الإيمان في القلب، وربكم  لا يحتاج إلى صلاتي!!
قال صديقي نكتة... أضحكتنا حتى ندّت العيون:
" شلة من الفاسقين في الدنيا، مات أحدهم، وعندما دخل إلى جهنم، بحث عن رفاقه كلهم، فلم يجد منهم أحدًا، فاستغرب، وسأل خزنتها، فأخبروه أنهم تابوا بعد أن مات، وأنهم دخلوا الجنة"!!
لم يترك شيئًا من الشيطان... عرف خبايا منكر العالم كلها!! خمسون سنة عاشها بالطول والعرض... كم تزن في  وقت هيل التراب عليك!! أو ربما تبت قبيل هذه اللحظة الحاسمة!! ذكرتني هذه اللحظة ، بذلك المنتحر   من فوق عمارة شاهقة، وعرف في الثواني التي تفصله عن الموت أنّ التراجع عن الانتحار مستحيل!!
حفار القبور الملتحي... أسبغ عليك  صفات الشهداء والصالحين، وأنك سترافقهم إلى جنان النعيم.. لم يترك صفة خيرة إلا وألصقها بك...لقد شاهد حشدًا كبيرًا من المشيعين؛ فأدرك أن الغنيمة كبيرة!!
لم أحضر تلك الساعة الأخيرة من حياتك؛ كي أعرف إن كنت قد نطقت الشهادتين!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق