الأحد، 2 أكتوبر 2011

وجهة النظر في السرد.. مصطلح واحد ومقاربات متعددة

وجهة النظر في السرد.. مصطلح واحد ومقاربات متعددة

رسالة الجامعة - سبتمبر 30, 2011
الخبر ضمن العدد 1070


تأكيدا لسعيها الحثيث نحو التميز نظمت وحدة السرديات بكلية الآداب ندوتها النصف شهرية التي شهدت حضورا ملحوظا من المهتمين بالسرد من داخل الجامعة وخارجها وطلاب الدراسات العليا، بفضل الموضوعات المثيرة للجدل التي تناقش فيها، كطفرة السرد النسائي في المملكة، والملامح الملحمية في السرد العربي، وغيرها من الموضوعات التي كانت سببا في توسيع ميدان البحث السردي أمام الباحثين وطلاب الدراسات العليا، ونقلت لفرع الطالبات بعليشة.

تحدث الدكتور عبدالحق بالعابد عن مصطلح وجهة النظر الذي عرف تطورات متعددة حد التناقض، وأرجع هذا التناقض إلى اختلاف المرجعيات النقدية والروافد المعرفية، وأفاض في الحديث عن اختلاف ترجمات المصطلح فهو وجهة النظر، الرؤية، البؤرة، التبئير، المنظور، حصر المجال، وأشار إلى أن المتداول منها في الكتابات النقدية هو وجهة النظر.

وأشار إلى أن جل الدراسات والمقاربات النقدية تتفق على أن وجهة النظر تركز بالأساس على الراوي الذي من خلاله تتحدد رؤيته للعالم الذي يرويه بأشخاصه وأحداثه والعلاقة التي تربطه بالمروي له من جهة، وما يروى أي القصة من جهة أخرى. ووقف أمام مرور المصطلح بمرحلتين تاريخيتين مهمتين هما مرحلة النقد الجديد الأنجلو- أمريكي منذ بداية القرن الماضي إلى ستينياته، ومرحلة ظهور السرديات كعلم جديد واختصاص متكامل لدراسة الحكاية بداية من سبعينيات القرن الماضي.

وأشار إلى أهم المجالات النقدية التي تعرضت بالدرس لوجهة النظر وهي المجال الأنجلو- أمريكي بجهود بيرسي لوبوك ونورمان فريدمان ووين بوث، والمجال الفرنسي بجهود جون بويون وزفيطان تودوروف وجيرار جينيت، والمجال السوفياتي بجهود أوزبنسكي.

شهدت الندوة مداخلات من الأساتذة والطلاب، فعلق الدكتور حسين مناصرة مركزا على استخدام مصطلح المنظور كبديل لوجهة النظر لأنه أرحب أفقا في الاشتغال السردي. وعقب الدكتور معجب العدواني متسائلا عن مدى ارتباط وجهة النظر بالأبعاد الأخرى وبخاصة البعد الثقافي وهل هناك خصوصية معرفية في تعاملنا مع وجهة النظر في المدونات السردية العربية. وطرح الأستاذ الدكتور رشيد ثابت مسألة في غاية الأهمية وهي هل خرج الناقد العربي من مرحلة التمثل المفاهيمي للمصطلح ليدخل به في حقل الاشتغال والإنتاج. وتساءل الأستاذ الدكتور ناصر رشيد عن كيفية الاستفادة من مقولة وجهة النظر في تحليل القصص في القرآن الكريم. وطرح الأستاذ الدكتور عبدالعزيز المانع سؤالا حول دور الرواة غير المشاركين في العملية السردية.

وسأل الطالب حمير منصور: هل اتفق النقاد على مصطلح واحد في ترجمة هذا المفهوم الغربي وما هي تجلياته في التطبيق السردي؟ واستفسرت الطالبة سارة الشيباني عن كيفية تعامل اوزبنسكي مع المستوى السيكولوجي وهو يحدد مواقع الراوي. وسأل الطالب إبراهيم عبد السلام عن سبب تركيز النقاد في وجهة النظر على الراوي متجاهلين المروي له وهو فاعل في العملية السردية. وطرح الطالب إبراهيم راجع سؤالا عن وجهة النظر في الشعر الذي يستعمل السرد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق