الأربعاء، 4 أبريل 2012

ندوة "السرد والهوية" بقلم : د. حسين المناصرة
تعدّ ندوة "السرد والهوية" التي سيعقدها -بإذن الله- قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب بجامعة الملك سعود، في يومي الاثنين والثلاثاء (9-10 /4 /2012م) من أهم إنجازات وحدة أبحاث السرديات التي أنشأها قسم اللغة العربية وآدابها؛ لتهتم بأبحاث السرديات، من خلال وسائل عديدة، لعلّ من أهمها الندوات الكبرى أو المؤتمرات، التي ستسهم بفعالية من خلال مشاركة عدد مهم من الباحثين من المملكة العربية السعودية ومن أقطار عربية عديدة( فلسطين، والأردن، ومصر، وتونس، والجزائر). عندما تأملتْ اللجنة المشرفة على ندوة " السرد والهوية" تلك العلاقة الحميمة بين الهوية والسرد، رأت أن تحصر محاور الندوة في ثلاثة محاور رئيسة شاملة، وهي: السرد والهوية "مداخل نظرية"، وتمثيلات الهوية في السرد، وهوية الجنوسة "الجندر". وهنا لن نستغرب أن يقلّ عدد الأبحاث في المحور النظري؛ ليقتسم محورا التمثيلات والجنوسة جلّ الأبحاث المشاركة، ومن ثمّ كان لافتاً اهتمام الباحثين بهوية الجنوسة في سياق الخطاب السردي النسوي. يشارك في الندوة باحثون سعوديون وعرب من جامعات عديدة بالمملكة(جامعة الملك سعود، وجامعة الإمام محمد بن سعود، وجامعة القصيم، وجامعة الدمام، وجامعة الملك فيصل، وجامعة الملك عبد العزيز، وجامعة جازان، وجامعة الطائف، وجامعة أم القرى) بالإضافة إلى مشاركين من المشهد الثقافي الإبداعي السردي (غير الأكاديمي). ولعّل اللافت في ندوة "السرد والهوية" أنها استندت إلى المشاركة مع مؤسسات ثقافية وعلمية، ممثلة بكرسي الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع لدراسات اللغة العربية وآدابها بجامعة الملك سعود، ونادي الرياض الأدبي... وقد حققت هذه المشاركة تفاعلاً بين جانبي الأكاديمي والثقافي، وبخاصة من خلال إقامة الندوات المسائية في نادي الرياض الأدبي، في حين تقام الندوات الصباحية في كلية الآداب بجامعة الملك سعود. لا شك في كون هذه الندوة ستسهم في بلورة ثقافة التخصص الدقيق أو المختبر البحثي، وهي ثقافة لم تعد تحتمل اللغة الإنشائية، وذلك من خلال التكثيف وطرح الأفكار الرئيسة أو العناوين في الجلسات، وأن فاعليتها لا تكتمل إلا بنشر كتاب الندوة، الذي سيضم بحوث الملتقى وشهاداته كافة، وهي في حدود ثلاثين بحثاً وشهادة سردية. هناك أسماء مهمة ، لها باعها الطويل في الدراسات السردية، ستشاركك في هذه الندوة، وستحظى الرواية العربية السعودية بنصيب الأسد في هذه الدراسات، وتتجاوز دراسات أخرى المحلية والعربية إلى العالمية تنظيراً وتطبيقاً، وهذا ما يبرر بطريقة أو بأخرى كون هذه الندوة دولية. إن إقامة ندوة علمية في يومين، ويشارك فيها أكثر من خمسة وثلاثين مشاركاً، يجيء نتيجة جهود مضنية، بدءاً من موافقات عديدة لإقامتها، مروراً بالإعلان عنها، واستكتاب الباحثين، ونشر الملخصات والسير، والتحضير للاستضافة وغيرها، والتنسيق الدؤوب مع جهات عديدة؛ كي تعقد هذه الندوة في أبها صورها، ومع ذلك لا بدّ أن تكون هناك بعض الهنات أو الثغرات التي لن تفسد مجمل أو جوهر انعقاد أية ندوة علمية، تسهم في إنجاز بحثي مهم، سيصدر في المحصلة في كتاب نقدي، بعد مناقشات جلسات الندوة التفاعلية. نتمنى أن تكون هذه الندوة باكورة إنجاز مهم في وحدة أبحاث السرديات، التي يحتضنها قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب بجامعة الملك سعود، حيث يضم القسم عدداً مهماً من الأساتذة المختصين في مجال السرديات وفي النظريات النقدية المختلفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق