الثلاثاء، 14 فبراير 2012

ندوة السرد والهوية - بالاشتراك مع نادي الرياض الأدبي وكرسي أ.د.عبد العزيز المانع للغة العربية وآدابها.17 - 18/ 5/ 1433هـالموافق9-10 /4/ 2012.
الباحث: أ.أحمد الغامدي عنوان البحث: الهوية سارداً ومسروداً: مقاربة في حضور الهوية الجبلية في القصة السعودية ملخص البحث: تقترب علاقة السرد بالهوية من علاقة اللفظ بالمعنى، أو الشكل بالمضمون؛ من ناحية أن السرد- وإن تعددت مفاهيمه- قالب يغلب عليه الجانب الفني والأدائي، ابتداء بالعرض وانتهاء بالتوظيف، وما يتخللهما من تحديد لبنى الراوي، والشخصيات، والزمن، والمكان، وما يترتب عليها من تقديم وتأخير، وتكرار وتدوير، وتكثيف وتأطير، وتعزيز للرؤى، وتوثيق لعرى العناصر المعروضة، وتفسير للأحداث، وتضمين للأبعاد، ضمن الشرط الجمالي والقيد الفني للمضمون. أما الهوية فتظل معطى معروضًا، ومستودعًا مأمونًا، قابلاً للترميز والتعريض، بحسب ما يمليه الموقف والمقام وخبرة السارد وغايته، وعليه؛ يمكن اعتبار الهوية بنية مسرودة، أو مادة قابلة للحكي والتمثيل وفق رؤية الممثل وأغراضه، وهو اعتبار متوقع وضروري، وتوقعه وضرورته لا يعنيان التقليل من تداعيات ذلك الحضور بقدر ما يعنيان مساءلته من جانب، والتفتيش عن حضور موازٍ له من حيث الأهمية والتأثير من جانب آخر. من هنا يتفتق موضوع هذه الورقة، وتتشكل أسئلتها وأهدافها ، وتتعين مادتها المقروءة؛ فالهوية بناءً على مبدأ التأثر والتأثير -الذي نجد له امتدادًا واسعًا في النظريات النقدية المعاصرة- مادة معرفية ضيقة وواسعة، وقوة شعورية ولا شعورية، قادرة -رغم ضديتها- أن تكون ساردًا مجازيًا، بفعل ما تملكه من إمكانات لا غنى للسرد عنها، من لغة وأساليب وخطابات وآليات تقترح للسارد طرائق في الرصف والوصف والبناء، وهذا ما ستطمح أن تتأكد منه هذه الورقة من خلال مقاربتها لعدد من الأعمال السردية التي حضرت فيها الهوية الجنوبية حضورًا مزدوجًا، كانت فيه الحكاية والحكي في الوقت ذاته. ولا يعني اختيار الهوية الجبلية أنها المتفردة بتلك الثنائية في الحضور، بل إنه تعيين يطلبه التحليل والتعليل، فالهويات الأخرى تمتلك الخاصية نفسها، وما التحديد السابق إلا طريقة في البحث تأخذ بتلابيب الأجزاء الدالة على الكل. إضافة إلى أن الهوية الجبلية تعد هوية الباحث التي ستمكنه من استقراء تلك الأعمال استقراء يؤهله للوقوف باطمئنان على تجلياتها السردية. أما ما يتعلق بالأعمال المختارة، فقد يكون لوضوح وانتشار ازدواجية الحضور السبب الأكثر وضوحاً في تبيان سبب الاختيار، إضافة إلى تقاربها الزمني من جهة الكتابة والنشر، واشتراكها في كونها أعمالاً أولى لمؤلفيها، حيث يغلب على العمل الأول طابع السيرة الذاتية، الذي لا ينفك عن استدعاء الهوية بوصفها المخزون الأقرب وفاء للذاكرة، والأكثر إثراء للتجربة، كما أن ارتباط الهوية بالعمل الأول قد يحمل دلالات البحث عن تأمين التجربة السردية، من خلال إبرام عقد ضمني بين الكاتب والمتلقي المشتركين في ذات الهوية، يضمن للأول تجاوز قلق القبول والتلقي، والاعتراف بالقدرة والكفاءة الإبداعية، ويكسب الثاني (المسرود له) حق التوثيق والتأريخ والتمثيل، ومن ثم تعزيز الذات وتوسيعها. وزعت تلك الأعمال بين الرواية والقصة القصيرة، فالروايات هي: (رقص) لمعجب الزهراني، و(الغيمة الرصاصية) لعلي الدميني، و(ريحانة) لأحمد الدويحي، بينما القصص القصيرة جاءت على النحو التالي: (سطور سروية) لجمعان الكرت، و(الصندقة) لطاهر الزهراني، و(ضيف العتمة) لخالد المرضي الغامدي. وسيتم تناول تلك الأعمال من جهتين: الأولى، من جهة البحث عن شواهد لحضور الهوية الساردة مع استنطاق دلالاتها الفنية والثقافية، والتي قد توجد في اللهجة المحلية، أو الأساليب المسكوكة فيها، أو في أشكال النصوص السردية الشفهية. الثانية، من جهة البحث عن بنى الهوية المسرودة ومدى تأثيرها في الآخر من حيث التفاعل والتشارك، أو التضييق والانغلاق، كالأماكن، والقصص الشعبية، والألعاب، وكل ما له قابلية الحكي والترميز أو النقل والتوصيف. تتكامل كلتا الجهتين (السارد والمسرود في الهوية) في نهاية البحث، لتأكيد أثر السرد في الهوية، وهل نجح في تحويل خصوصيتها ومحليتها إلى علامة فنية أو دالة إشارية، أم أن الهوية ظلت العنصر العصي على التكنيك، لتكتفي بالشهادة على التزام السارد بانتمائه وحنينه، أو إضفاء الواقعية والغرائبية على المضمون المحكي؛ وبهذا تصبح الورقة بحثاً في التأثر والتأثير بين الهوية والسارد من ناحية، وبين الهوية والسرد من ناحية أخرى. السيرة الذاتية للباحث: أحمد بن صالح أحمد الغامدي. • ماجستير اللغة العربية وآدابها (نقد حديث) جامعة الملك سعود. • مدرب المهارات الكتابية بالسنة التحضيرية في جامعة الملك سعود. • مشرف التعلم الذاتي بشركة تحسين الأداء التعليمية. • مصحح لغوي بجريدة الرياض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق