الاثنين، 11 نوفمبر 2013

أولاد الحرام قصة قصيرة



أولاد الحرام
                                             قصة : حسين المناصرة     
   
حكت له جدته "حكيمة" -رحمها الله- حكايات كثيرة  عن "أولاد الحرام". ولم تنسَ بعد كلّ حكاية من حكاياتها - المكررة عشرات المرات-  أن تدعو له:
-           "الله لا يوَقِّف في طريقك  أولاد الحرام"!!
عشرون عامًا عاشها مع جدته ، وعشرون عامًا  أخرى مرّت على موتها !!
كانت تلك الجدة منبعًا شعبيًا للحكمة والفضيلة، بعد أن غدت حياتها مختزلة في إبريق وضوئها ، وسجادة صلاتها، وحكاياتها التي لا تملّ تكرارها...
كان يحرص على أن يظهر تفاعلاً  مفتعلاً ، ويسأل عن بعض التفاصيل... وكأنه يسمع حكايتها للمرة الأولى ، وحينئذ يشجعها على الاسترسال والتخييل، واضعًا رأسه على مخدة جوارها، فتعبث بشعره.. ولا تزعجه حتى يصحو ؛ لأنه كثيرًا ما ينام على حكاياتها!!
-          "الله لا يوَقِّف في طريقك  أولاد الحرام"!!
-          الله يمد في عمرك ، ويجعل مثواك الجنة يا (جده)!!
امتلأت حكايات جدته  بأولاد الحرام ، فالحكايات الشعبية صراع بين الخير والشر...والخير ينتصر  في كل مساء... وربما يصحو من غفوة سريعة على تلك العبارة  التي تنهي بها حكايتها ، مع وكزة عند أذنه، ودعاء:
-          "طير ..طير ...الله يمسيكم بالخير"!!
"الله لا يوَقِّف في طريقك  أولاد الحرام"!!
منذ أن دعت له جدته ذلك الدعاء المبارك ، لم يشغل نفسه بأولاد الحرام ، ولم يعبأ بهم يومًا...ما زالت لديه قناعة تامة بأنّ الله -سبحانه وتعالى- قد استجاب لدعاء جدته ، فكفاه  شرّ أولاد الحرام ، فجعل كيدهم في نحورهم ، فأشغلهم بأنفسهم ،  فجعل تدبيرهم تدميرهم!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق